الونسو .. “المُختلف”
فراس النمري
ما كان لانتصار “ألبين” الثمين على يد إستيبان أوكون أن يتم في سباق جائزة المجر الكبرى “المجنون”، لولا التضحية الكبيرة التي قام بها زميله فرناندو ألونسو، الذي دافع باستماتة وحجز لويس هاميلتون لفترة طويلة خلال السباق، ما حدّ من قُدرة هاميلتون على التقدم للمُنافسة على المركز الأول وأراح أوكون في الأمام. أظهر هذا السباق جانبًا جديدًا مختلفاً من شخصية ألونسو الجديد، “ألونسو الحكيم” لاعب الفريق الواحد الذي يُقدّم مصلحة فريقه على مصلحته الشخصية في السباق، الذي يُكافح من أجل تسجيل الفريق للإنجازات بنفس قدر مُكافحته لتسجيل إنجازات شخصية.
لا يزال ألونسو يمتلك في داخله روح بطلٍ للعالم لم يخبُ وهجه، ولعلّ المدة التي قضاها في مُنافسات رياضية أخرى تتطلَّب قدرًا من روح الفريق وروح العمل الجماعي على غرار بطولة العالم لسباقات التحمل (دبليو، إي، سي) وفيها سباق “24 ساعة في لومان”، ورالي داكار و “إندي كارز” قد غيَّرت من شخصيته ومن نظرته للمُنافسات، ومن مقاربته للأمور.
نعلم بأن ألونسو فازَ بلقب بُطولة العالم للفورمولا واحد مرتان، لكنها لم تُتِح له المجال لإظهار كل شيء، حيث كان الفتى المدلل وربما الأناني الذي يبحث دائمًا عن الفرصة الأفضل والفريق الأقوى، وإن ترافق ذلك مع تسيس مبالغ به من طرفه للأمور، وانتقاداته اللاذعة والعلنية أحياناً كثيرة للفرق التي كان يقود لحسابها، ناهيكم عن خياراته الخاطئة على غرار تواجده في المكان المناسب ولكن في الوقت غير المناسب.
سيكون هذا الفوز نقطةً محورية في تاريخ ألبين، وألونسو، حيث سيكون محفزًا لهم للمُنافسة في الموسم المقبل، ويمكن القول بأن العدّ التنازلي قد بدأ، تمامًا كما حصل مع ألونسو في 2003، عندما سجَّل فوزه الأول في البُطولة مع فريق “رينو”، وكان ذلك دليلًا على سير الفريق على الطريق الصحيح ومن ثم فوز ألونسو بلقبه الأول في 2005.
أخيرًا، لا يوجد أفضل من ندٍّ وبطل للعالم ليشهد على عظمة ألونسو، حيث قال سيباستيان فيتيل: “لقد قام بعملٍ اعتقدت بأنه مستحيل، وهو التفوق عل مايكل [شوماخر]، عندما كنت صبيًا كان مايكل بالنسبة لي الرَّقْم واحد والسائق الذي يستحيل هزيمته – وإذ بفرناندو يتغلَّب عليه”.